الشرقية – إيمان مهنى
"بائع طعمية، وحداد، وأمين شرطة، وسائق، ومأذون، ومؤذن" هم مرشحين فى دوائر الشرقية، استطاعوا أن يغيروا "القالب" الذى اعتاد عليه الناخبون فى شخصية المرشحين، والذى عادة ما يكون المرشح هو ابن العائلات، أومن ذوى المال، أو مهنة سيادية "الضابط والمستشار"، أو حتى الأستاذ الجامعى، إلا أن المشهد الانتخابى فى برلمان 2015، أفرز مرشحين من الفئة الأقل من المتوسط فى المجتمع؛ ومعظمهم من مهن مهمشة تعانى العديد من المشاكل والطبقية، إلا أن إيمانهم بأن الإصلاح لابد وأن يأتى من القاعدة، وأن تلك المهن لابد أن يكون لها من يمثلها هو الدفاع الأساسى لترشحهم، ورغم خوضهم التجربة كمستقلين دون دعم أى أحزاب لهم، إلا أن بعضهم برزوا فى دوائرهم، بينما البعض الآخر يؤكد أن مشاركتهم جاءت ليقولوا: إنهم جزء من المجتمع.
"حداد وسائق" فى الزقازيق
دائرة الزقازيق، التى تشهد منافسة ضارية بين 44 مرشحا، يتألق "سمير أبو لبدة"، والذى أطلق عليه أنصاره لقب:"الحداد الفصيح"، فهو شاب يمتهن مهنة "الحدادة"، رغم تعيينه فى أحد مشروعات المحافظة، فلم يترك المهنة، ويعتبرها المصدر الأساسى لدخله، ويتمتع المرشح بالثقافة وحسن الحديث، ويؤكد لأنصاره أنه الأصلح للتمثيل فى البرلمان لكونه ابن الطبقة الشعبية، ويعرف مشاكل ومعاناة الحرفيين والأجدر على طرحها، فضلا عن امتلاكه برنامجا انتخابيا يحمل حلولا لمشكلات الدائرة أبرزها إصلاح المنظومة الصحية والتعليمية، و"أبولبدة" نشاطه ليس قاصرا على الطبقة الشعبية، وإنما له باع فى العمل السياسى والاجتماعى منذ سنوات طويلة، فأسس النصب التذكارى لشهداء يناير بالزقازيق، ورئيس لجنة الإعلام بجمعية العسكريين ومنسق الحملة الشعبية الانتخابية للسيسى، وسبق وأن خاض تجربة الترشح ولم يحالفه الحظ.
وفى الدائرة أيضا ترشح "عادل شعبان" ومهنته سائق، ويمتلك محلا لبيع وشواء الأسماك فى سوق حى أبو الريش، وهو شاب متواضع، يحلم بأن يكون لمثله من الطبقات المتوسطة والأقل منه، من يعبر عنهم، ويؤكد أن أصوات أبناء الحى وأنصاره يصطفون خلفه؛ من أجل إيمانهم بقضية المواطن البسيط.
بائع الطعمية فى أبوحماد
دائرة أبوحماد التى تتميز بالعصيبات، نجد "محمد فوزى زكى" الشهير بـ"محمد سامبو" بائع طعمية 36 عاما، الذى يؤكد أنه يفتخر بكونه رجلا عصاميا ويعمل بائعا للطعمية، خاصة أنه مثله كباقى الشباب عجز عن الحصول عن فرصة عمل عقب حصوله على دبلوم التجارة، فقرر العمل فى محل والده، وهو العمل الحر الذى تنادى به الدولة، مؤكدا أن أصحاب تلك المهن الحرة هو الأولى أن يكون لهم صوت فى البرلمان؛ للتشيجع على العمل وترك حلم الوظيفة الميرى والقضاء على البطالة.
أمين شرطة ومأذون شرعى
ويتصدر المشهد الانتخابى فى دائرة منيا القمح، والتى بها عدد كبير من المرشحين الشباب، أمين الشرطة "عبد الحميد دوريش" هو أحد مؤسسى ائتلاف أمناء وأفراد الشرطة ويشغل سكرتير النادى حاليا، وابن قرية "الولجا"، والذى رغم ترشحه مستقلا- دون دعم حزبى- صعد نجمه فى الدائرة؛ لمواقفه المعروفة مع ائتلاف الأمناء، ويؤكد "دوريش" أن الإصلاح يأتى دائما من القاعدة، ولابد أن يكون للطبقات البسيطة والمهن المهمشة من يعبر عنهم وحقوقهم، وهو السبب الذى دفعه للترشح.
وأيضا "حمدى الرباط" وهو مأذون شرعى لقرية ملامس التابعة للدائرة، ويتمتع بحسن الخلق، وحب الأهالى بالأخص قريته، حيث كان يعمل محاميا لعدة سنوات، واستقال من المهنة ليعمل مأذونا، وهو يناطح وسط فطاحل الدائرة، معتمدا على أصوات أبناء الطبقة المتوسطة.
ومؤذن وإمام مسجد
أما الدائرة ديرب نجم والتى يتنافس فيها رجال الأعمال وأساتذة الجامعة وفضلا عن وزير سابق منهم "طلعت السويدى"، "عبد الباقى تركيا"، "مصطفى السعيد"، نجد " كمال السيد فايز" المشهور بالشيخ" كمال" هو مؤذن مسجد بالمدينة، ابن عزبة ظاظا التابعة لقرية أكوة، وهو من الطبقة الأقل من المتوسطة، ليس لديه دعم مالى أو عائلى، سوى صوت أهالى قريته ومحبيه من الأوقاف.
وأيضا يأتى الشيخ "أحمد أبو رجب" مرشح دائرة كفر صقر، وهو إمام مسجد فى أولاد صقر، ويقيم بإحدى قرى كفر صقر، هو كمثله من أبناء الأوقاف متوسط الحال، يمتلك فصاحة اللسان، مما دفعه للترشح كمحاولة لإيصال أصوات الغلابة.